🍃 المصيدة 🍃
كان اللعاب يسيل من فم الفأر وهو يتجسس على صاحب المزرعة وزوجته وهما يفتحان صندوقا أنيقا ويمنِّي نفسه بأكلة شهية لأنه حسب أن الصندوق يحوي طعامًا ولكن فكّه سقط حتى لامس بطنه بعد أن رآهما يخرجان من الصندوق مصيدة للفئران واندفع الفأر كالمجنون في أرجاء المزرعة وهو يصيح: لقد جاؤوا بمصيدة فئران يا ويلنا !
هنا صاحت الدجاجة محتجة: اسمع يا فرفور المصيدة هذه مشكلتك أنت فلا تزعجنا بصياحك وعويلك .
فتوجه الفأر إلى الخروف قائلاً له: الحذر الحذر ففي البيت مصيدة فابتسم الخروف وقال: يا جبان يا رعديد، لماذا تمارس السرقة والتخريب طالما أنك تخشى العواقب ثم إنك المقصود بالمصيدة فلا توجع رؤوسنا بصراخك وأنصحك بالكف عن سرقة الطعام وقرض الحبال والأخشاب ؟!
هنا لم يجد الفأر مناصًا من الاستنجاد بالبقرة التي قالت له باستخفاف في بيتنا مصيدة !
يبدو أنهم يريدون اصطياد الأبقار بها !
عندئذ أدرك الفأر أنه لا فائدة وقرر أن يتدبر أمر نفسه وواصل التجسس على المزارع حتى عرف موضع المصيدة ونام بعدها قرير العين بعد أن قرر الابتعاد عن مكمن الخطر وفجأة شق سكون الليل صوت المصيدة وهي تنطبق على فريسة .
وهرع الفأر إلى حيث المصيدة ليرى ثعبانا يتلوى بعد أن أمسكت المصيدة بذيله، ثم جاءت زوجة المزارع وبسبب الظلام حسبت أنه الفأر وأمسكت بالمصيدة فعضها الثعبان فذهب بها زوجها على الفور إلى المستشفى حيث تلقت إسعافات أولية وعادت إلى البيت وهي تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة وبالطبع فإن الشخص المحموم في حاجة إلى سوائل ويستحسن ان يتناول الشوربة .
وهكذا ذبح المزارع الدجاجة وصنع منها حساء لزوجته المحمومة وتدفق الأهل والجيران: لتفقد أحوالها فكان لا بد من ذبح الخروف: لإطعامهم ولكن الزوجة المسكينة توفيت بعد صراع مع السموم دام أيامًا عدة وجاء المعزون بالمئات واضطر المزارع إلى ذبح بقرته لتوفير الطعام لهم .
وحتى تكون الصورة أوضح فإن الفأر هو الحيوان الوحيد الذي بقي على قيد الحياة على الرغم من أنه كان مستهدفا بالمصيدة وذلك لأنه استشعر الخطر .
🔘 هنالك من يحسبون أنهم بعيدون عن المصيدة فلا يستشعرون الخطر بل يستخفون بمخاوف الفأر الذي يعرف بالغريزة والتجربة أن ضحايا المصيدة قد يكونون أكثر مما تتصورون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق